ابانا ....
فصلوا انتم هكذا ابانا الذي في السماوات" ليتقدس اسمك" (مت 6 : 9)
تبدأ الصلاة الربانية التى علمنا إياها المسيح لكى تكون مثالا لصلواتنا
المستجابة بهذه العبارة
"ابانا الذى فى السموات".
فمن هو هذا الشخص الذى اتحدث إليه فى الصلاة؟
إنه ليس ذلك الكائن الجبار المجهول الذى لا نعرفه ولا نعرف كيف
ينظر إلينا؟
فعندما تتوجه للحديث للرب يجب ان تعرف انه ليس كالاب فقط، بل هو الاب
السماوى العظيم الحنان.
انه الاب الذى يشعر بأبنائه ويشعر بكل مشاكلهم واحتياجاتهم ويستمع لأنينهم.
بالرغم من وجود هذا اللفظ الذى يصف الله بالاب فى العهد القديم،
إلا انه كان بعيدا عن التطبيق العملى. فنادرا ما نسمع هذه النغمة على
صفحات العهد القديم.
لذلك يأتى المسيح باعلان جديد رائع عن قمة العلاقة التى يمكن ان تكون بين
الانسان والله.
ويؤكد الرسول يوحنا هذا الاعلان من خلال انجيله "و اما كل الذين قبلوه
فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه (يو 1 : 12)".
كما يورد العهد الجديد الكثير من الايات التى تتحدث عن الله كالاب:
- فان هذه كلها تطلبها الامم لان اباكم السماوي يعلم انكم تحتاجون الى هذه كلها (مت 6 : 32)
- فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة و يمجدوا اباكم الذي في السماوات (مت 5 : 16)
- فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل (مت 5 : 48)
- فلا تتشبهوا بهم لان اباكم يعلم ما تحتاجون اليه قبل ان تسالوه (مت 6 : 8)
- و لا تدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد الذي في السماوات (مت 23 : 9)
- فكونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم (لو 6 : 36)
- لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت (لو 12 : 32)
- فهل اختبرت هذه العلاقة العظيمة ؟
- هل تختبر بصفة دائمة غفرانه ومحبته العظيمة ورعايته الفائقة؟
فلا تنسى ابدا عندما تبدأ فى صلاتك لله انه ابوك. فهذه هى البداية الحقيقية للصلاة!!!
17
احدث تأمل | التأمل التالى | التأمل السابق | أقدم تأمل |